الصفحات

الأربعاء، 22 أغسطس 2012


S.Yousif Almuhafda



 
البحرين جنةُ فرح؛ جنة و فيها نسوة متشحة بالسواد، جنة مكسورة الخاطر، مفجوعة، جنة إرتفعت إلى السماء حاملة ملائكة صغار، في زمن عربي رديئ جداً جداً ، يدٍ ظالمة سرقت الفرحة منها، سرقت الملائكة من بين أحضانها..



غربةٌ في هذه الجنة،و في الروح أيضاً، و أيةُ غربة، بين حدود القرى ثمة أقبية ساكنة بالحزن،مرتعشة بين قلب أو قبر، بين مناحة أو عيد، قرى فارغة بلا أطفال، بلا عيديّة، بلا ضجيج..!
بيوت خلت من ضحكاتهم ، عيدهم بلاطعم ،فقد العيد بهجته هناك ، بلا نكهة للبراءة، قاوب أمهاتٍ فارغة إلاّ من الحب، مشغولةً بالقلق، بالخوف ، أسألوا قلب أم "عبدالله" ، أسألوا الطفل الوحيد الذي سرقوه من حضنها منذ 14 من فبراير\ شباط 2012، بين أقبية السجن و السجان، بلا قلمٍ أو كتاب، أو عيد، بل بالقيدِ يجرُ للمحاكمة و يحكم لمدة عام، مات شعور القاضي من " الأبوة" و هو يسجن طفلاً لا يتجاوز 15 سنة، كل ذنبه إنه كان "خائف" من مدرعات السلطة ، فركض، شاهدته مرتزقة النظام و مسكته، إنهالوا عليه بالضرب و الركل، شاهدته بعض النسوة، حاولنّ تحريره من بين أيديهم، تم الاعتداء  عليهم ، و تفريقهم بالغازات السامة، بعد ذلك تم أخذ الطفل" عبدالله" إلى مركز  شرطة سماهيج. 
سمعا و الديّ "عبدالله"، توجها للمركز طالبا برؤية وحيدهما، وعدوهم بالإفراج عنه صباحاً، و لم يحدث. لم تنم أمهُ تلك الليلة، على عجل ترتقب الشمس،تنتظر الصباح تحجُ إليه كل ساعة؛ لم تدرك أن الليل طويلٌ بالوجع، متشحٌ بالحزن، الصبر هو الرداء الوحيد الذي عليها أن ترتديها للمرة الثانية ، ثمة شيءٌ ينسلُ من قلبها ..
الصباح بدأ بالظهور خجولا،ً المنطقة التي كانت ثكنة عسكرية، بدأت تنسحب هي أيضاً ببطيء، عندها توجها والديّ عبد الله للمركز، لم يسمحوا لهم من رؤيته ، على الرغم من الوعد من أنه سيتم الإفراج عنه، بل سمحوا لوالده برؤية لثام لا ينتمي لعبدالله، و قنينة غريبة الشكل، و هما أدلة الإتهام بأنّ" عبدالله" إعتدى على الشرطة بالمولتوف..طفل لا يتاجاوز الخامسة عشر يعتدي على شرطي، أي عقوبة تنتظره، مخرباً ؟! إرهابياً؟! هكذا كانت الهواجس المقلقة التي تسكن قلب أم عبدالله، و يؤنسها الدمع، و الألم تسليتها،و الذاكرة موجعة، لا يمكنها أ ن تغمض عينيّها عنها، أو أن تشيح، هو وحيدها، عشر سنوات من الإنتظار، من الأمل و الدعاء و الرجاء، و هو الآن بين أيدٍ غير رحيمة، ليس فيها من الإنسانيالقاضة أي شيء.. 
بعد فترة ،تمكنت محامية"عبدالله" من رؤيته، و آثار التعذيب و الدماء تسيل من وجهه، و عرفت التهمة المنسوية إلية، و وفقها تم تجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق، حتى حانت أول جلسة للمحاكة، أتى القاضي و كذلك الشهود، لكن القاضي ارتأى أن لا يستمع بأذنيه للحقيقة، حقيقة  أن " عبدالله حسن الخزنة"  ذو الخامسة عشر "بريء" ، بل إنه يستحق الحكم و يتم التأييد للحكم بعد ذلك    "بعام "..! عام من الحرمان من الأمومة المشبعة بالحب  و الحنان، عام من الحرمان من المقعد الدراسي والرفقة و الأحبة في المدرسة، عام  بلا حرية ..!
في المحكمة تم الحكم عليه بسنة بتهمة حمل الملتوف والاعتداء على الشرطة ..

 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق